بقلم: علياء سلطان
ينسب أغلب البشر نجاح أكبر العلماء لذكائهم او لتوافر الظروف المناسبة لهم، ولكون البيئة المحيطة بهم داعمه؛ لو أردنا معرفة سبب نجاحهم سنجد بينهم جميعا نقطة واحدة مشتركه وهي كونهم متقنون؛ فأن تكون متقنا ليس بالأمر البسيط، ولكنه في الوقت ليس بالشيء المستحيل.
فهل السبب الحقيقي لنجاحهم هو كونهم أذكياء؟ وأن من لا يتمتع بنفس مستوى ذكائهم لا يستطيع أن يصل لنفس إنجازاتهم؟
الذكاء له تعريفات عديده وله أنواع كثيرة، ولا شك في أن البشر لهم مستويات ذكاء مختلفة، ولكن المتفق عليه أن الذكاء يحتاج لمجهود!
هناك دراسة عملت على بعض طلاب وطالبات إسكتلندا؛ حيث تم إجراء لهم اختبار ذكاء وبعد مرور سنين تم إعادة إجراء نفس الاختبار ولوحظ ازدياد نسبة ذكاء الجميع لكن هناك تفاوت بين معدلات ذكائهم ويعود ذلك لكون البعض منهم استثمر عقله بالعلم ولذلك زاد ذكاؤهم بشكل ملحوظ، ومن لم يستثمر عقله بالكثير من العلم والعمل الجاد لوحظ أن مستوى ذكائه زاد، ولكن بنسبه أقل؛ أي أن المجهود المبذول لاكتساب المعرفة والعمل الجاد هو ما ينمي الذكاء لدينا؛ ولكي تصل لنفس مستوى شخص أعلى منك في الذكاء تحتاج لبذل مجهود مضاعف لتصل إليه وأيضا مجهود مضاعف آخر لتتفوق عليه .
يقول العالم آلبرت اينشتاين (إن العبقرية واحد في المئة إلهام و99في المئة عرق) أي أن العبقرية قد تكون مربوطة بكونها مجهود مبذول بنسبه أكبر من كونها ذكاء فطري والدليل على ذلك أن آينشتاين والذي يصنف على أنه من اذكياء العالم كان يعاني من صعوبات في التعلم مع بداية دراسته حتى ان أحد معلميه قد قال له أنت لن تصبح شيئا.
السؤال هنا: هل الظروف المناسبة والبيئة المحيطة بالناجحين هي السبب خلف نجاحهم؟
في الحقيقة لو راجعنا جميع قصص العظماء لوجدنا أن أغلبهم قد تعايشوا مع ظروف معاكسه لطموحاتهم وكانت تحيط بهم بيئة محبطه ومع ذلك نجحوا!
لا شك أن للبيئة المحيطة بنا لها تأثيراتها الإيجابية أو السلبية علينا.. ولكن وما هو حقيقي أنه نحن من نسمح بتلك التأثيرات أن تتخلل أفكارنا وتتحكم بعقولنا !
مثلا لنأخذ الظروف البيئية للعالم ألبرت اينشتاين من ناحية تعليمه لم يستطع هذا العالم اجتياز اختبار دخوله الجامعة وبالتالي لم تتوافر له الظروف البيئية ليكمل دراسته كان من المفترض أن ييأس ويبحث عن عمل آخر لكون الظروف لم تسمح له ولم تتوافر له البيئة المناسبة للدراسة؛ بالعكس تماما تابع التعلم والكتابة حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم.
في بعض الأحيان على الشخص أن يتمتع بالجرأة ليتحدى الظروف وليؤسس البيئة المواكبة لطموحاته.
يقول العالم جابر بن حيان الملقب بأبي الكيمياء : "من كان دؤوبا كان عالما حقا ومن لم يكن دؤوبا فلم يكن بعالم وحسبك بالجرأة في جميع الصنائع ان الصانع الجريء يتقن وغير الجريء يعطل"
فلو لم يمتلك علمائنا الجرأة الكافية لمعاكسة ظروفهم بإنجازات هائلة ربما لبقينا في عصر ما قبل النهضة.
إذا السر في أنهم كابدوا حتى تمتعوا بالقدرة الكافية لتحقيق أهدافهم وسعوا خلف التحسين المستمر، ولطالما تمتعوا بالنباهة وهذه -بلا شك- صفات المتقن الرائع؛ لا شك أن اجتماع الذكاء والظروف المناسبة والبيئة الداعمة تسهل الوصول إلى الهدف، ولكن لا يمكن اعتبارها الحاكم الأساسي للنجاح فهي لا تساوي أي شيء بلا إتقان.
ببساطه كل أولئك العباقرة بشر مثلهم مثلنا وسبب تميزهم هو مدى إتقانهم.